رغم أنّ الميكروبات كائنات لا تُرى بالعين المجردة، فإن تأثيرها واضح، ووجودها محوري في حفظ توازن الحياة على سطح الأرض، ويُذهلنا العلماء كل يوم باكتشافات جديدة حول قدرات تلك الكائنات الخفية.
من بينهم هؤلاء مجموعة بحثية من جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الأمريكية، التي بحثت في كيفية استجابة الميكروبات في المياه الجوفية تحت رمال الشواطئ لارتفاع مستويات سطح البحر نتيجة الاحترار العالمي، ونشروا نتائجهم في دورية "إنفيرونمنتال ميكروبيولوجي" (Environmental Microbiology) في 22 ديسمبر/كانون الأول 2024.
ما دورها؟
تقع مجتمعات الميكروبات في المياه الجوفية تحت رمال الشواطئ عند المصبات الجوفية، وهي أنظمة بيئية حيث تلتقي مياه البحر بالمياه الجوفية. وتلعب تلك المجتمعات دورًا محوريًا في الحفاظ على نظافة الشواطئ وتحليل المواد العضوية مثل بقايا العناصر الغذائية الزائدة ومواد النباتية المتحللة، ما يسهم في تعزيز جودة المياه الساحلية.
تجربة
أراد الباحثون فهم كيفية استجابة تلك المجتمعات للتغيرات الحاصلة بسبب ارتفاع مستويات سطح البحر نتيجة الاحترار العالمي. لذلك، توّجه الباحثون إلى شاطئ ستينسون بولاية كاليفورنيا، وجمعوا عينات من مصب الشاطئ الجوفي، على مدار أسبوعين، مع ملاحظة التغيرات في ظروف المد والجزر. بعد ذلك، حللوا الحمض النووي الميكروبي.
ماذا وجدوا؟
وجد الباحثون أنّ مجتمعات الميكروبات ظلت مستقرة نسبيًا، لكن عندما اندفعت بعض الأمواج عالية الطاقة، تسببت في إحداث بعض الاضطرابات في المجتمع الميكروبي. وهذا يعني أنه مع تواتر الظواهر الطقسية التي قد تؤثر في طاقة الأمواج وارتفاع مستوى سطح البحر؛ فمن المتوقع أن يتكرر الاضطراب في المجتمع الميكروبي. هذا بدوره يعود سلبًا على قدرة الميكروبات على تنقية مياه الشاطئ والقيام بعملها.
خلص مؤلفو الدراسة إلى أنّ التغيرات المناخية وتبعاتها المتمثلة في ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية، من شأنه أن يسهم في رفع مستويات سطح البحر، ما يؤثر سلبًا في وظائف المجتمعات الميكروبية في تلك المناطق، وهذا له تبعات كثيرة على الدورات البيوجيوكيميائية المرتبطة بتدوير العناصر. لذلك، من الضروري اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة للتخفيف من حدة التغيرات المناخية، وتعزيز آليات التكيف لمنع تدهور ذلك النظام البيئي.